" جددي ايمانك
لفضيلة الشيخ هاني حلمي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المحاضرة الاولى
جددي ايمانك
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ... ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله تعالى فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبد الله ورسوله
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
أما بعد،
فإني أسأل الله تعالى أن يجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوما وأن يجعل التفرق من بعده تفرقا معصوما وألا يجعل منا ولا بيننا ولا حولنا شقيا ولا محروما
اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ينفعنا
يا مقلب القلوب والأبصار ثَبِّت قلوبنا على دينك
يا مصرف القلوب والأبصار صَرِّف قلوبنا إلى طاعتك
أختاه أريد أن أسألك سؤالاً وأريد إجابةً بمنتهى الصدق
أحوالك الإيمانية كيف هي ؟
هل تشعرين بقلبك أم أنك تائهة أغلب حالك ؟؟
مركزة أم شاردة؟؟
مواظبة على أورادك أم يوم فوق ويوم تحت؟؟
هل حددتِ أهدافك وسرتِ في الطريق أم في كل مرة تقومين بعمل بجداول وخطط وللأسف لا تحققي ربعها ؟؟
عملت استبيان قبل الدرس ووجدت الإجابات متفاوتة هناك من قال الحمد لله الأمور جيدة ومن قالت الأمور متوسطة هناك أشياء جيدة وأشياء ليست على ما يرام,والغالبية العظمى اشتكى من الفتور , وبعض الناس قالت هذا الفتور له معي سنين,ومن قالت أنا حالتي للأسف الشديد ضائعة لأني مشغولة بأحوالي وأموري ومن قالت للأسف أنا صفر .
وأنا أقول لكِ كونك تقيمي نفسك وتحاسبي نفسك هذا في حد ذاته جزء من العلاج لكن الأهم والأخطر ما بعد المحاسبة ممكن تعرفي الداء وممكن تعرفي الدواء لكن للأسف دائماً هناك حاجز بينك وبين التطبيق يجب أن يكون لديكِ استعداد حقيقي للتغيير ليس كلام فقط.
سألنا كم تكون فترة الوقوع لديكِ ؟
ناس قالت : لا أحسبها , لا أعرف حالي أحياناً جيد وأحياناً أخرى ليس بشيء ولم أفكر في حسابها من قبل وهذه طبعاً واضح أنها حيرانة ومتملكها اليأس وتعيش هكذا ( زي ما تيجي تيجي )
· وناس قالت : لا أعرف كيف أحددها لأني قد أقوم بأعمال لكن للأسف قلبي ضائع وهذه أيضاً تائهة ولا تعرف أين الحل
· وناس قالت : أيام لأن يكون لدي تأنيب ضمير رهيب وهذه قد تكون صاحبة تفس لوامة
· وناس قالت : من أسابيع لشهور، من تقول شهر شهرين ،ومن تقول هذا كان سابقاً عندما كنا نحسبها بالشهور أنا الآن لي سنتين لا أجد قلبي
هذا الكلام يقول لنا أن هناك مشكلة أعمق من خلال كلمات الأخوات المشكلة الأعمق
التي بين السطور
من تقول أن لها سنوات ولم تفعل شيء فماذا لو قُبِضتِ على هذا الحال ماذا سيحدث ؟!
ومن تقول أنا أظل أسابيع وشهور ألا تخافين أن يزيغ قلبك وأن يبعد ولا يعود ثانية ، لماذا تركتِ نفسك كل هذا ؟!
لذلك في الاستبيان اكتشفت أن هناك كثير لا يستطيعون معرفة أصل المشكلة عندهم, لذلك تُعالج بشكل خاطئ لذلك عندما سألنا وقلنا ما أسباب ضعف إيمانك من وجهة نظرك قالوا أشياء كثيرة من قالت الكسل ، ومن قالت كثرة النوم ، ومن قالت ليس لدي صحبة صالحة ، ومن قالت ليس حولي من همته عالية حتى يأخذ بيدي وهذه كلها شماعات
لمَ لا تريدين مواجهة مشكلتك بنفسك ؟؟ لماذا دائماً الإسقاطات الخارجية ؟ لماذا هربتِ من السؤال ؟!
· من قالت أنا هدفي غير محدد نحن نمثل أننا هدفنا الحقيقي الدين والأمة والكلام الكبير والشعارات الرنانة لكن في الواقع هذا ليس هدفنا الحقيقي وهذه حتى لو رأيناها تتكلم بصراحة لكن يظهر أن هذا نوع آخر من أنواع اليأس مع النفس تقوم بما نسميه "جلد الذات" لأنها في النهاية ستقول أنا نيتي سيئة ولا أعرف كيف أُخلص فلا فائدة .
· ومن تجدوها عندما سُئِلَت ما مظاهر ضعف إيمانك وما سببه, تكلمت على أمور ظاهرية من تقول أنا هجرت القرآن ، أنا لا أصلي القيام ، أنا أضيع وقت كثير ، أنا لا أشعر بقيمة الوقت ، أنا عندي سوء خلق ، أنا أخرج كثيراً ، أنا أحتك بأخوات وهذا الاحتكاك يضعفني ، أنا لا يوجد لدي فقه الأولويات ، أنا مشغولة بزوجي بأولادي ، أنا في فترة حمل ، أنا في بداية فترة ما بعد الإنجاب هذه المشاكل ترصد الظاهرة من خارجها وللأسف لم يقل أحد تقريبًا في الاستبيان كله أن من وراء هذه الظواهر مشاكل أعمق مشاكل في قلبك لم يقل أحد أي مشكلة في القلب لم يقل أحد أن المشكلة داخلي كِبْر وتسخط وجهل شديد بالله الكل يهتم بالظاهر ما يلفت نظرها أنها لا تقرأ قرآن ، أنها لم تصلِ قيام ، أنها لم تحفظ كذا أو لم تفعل كذا وهي تفهم أن هذا محل الإشكال فلما تحاول التصحيح أحسن أحوالها أو حينما تقوم بعمل الجدول المثالي صَلَّت كذا وصامت كذا وعملت كذا وتقول أنا الآن أفضل الحمد لله.
على أنها ممكن تصلي ولا تجد خشوع ، وتصوم ولا تجد التقوى ، وتذكر بلسانها ولا تشعر بأثر الذكر في قلبها وعلى أنها وعلى أنها لكن الأمور الظاهرية تشعرنا بالراحة ، تجعل الواحد يقول هذا جيد وبعد قليل يفتقد قلبه وبعدها تضيع هذه الأمور الظاهرية ويبدأ يقول آه هناك انتكاس أصبحت حالتي صعبة , فلانة خلعت الحجاب ، فلانة خلعت النقاب ، فلانة لم تعد تفعل كذا ، فلانة أصبحت... بدأنا نهتم بالظاهر على أن كان واضح جداً أن فلانة هذه فيها آفات باطنية ظاهرة أمام أي أحد يحتك وأنتِ ممكن تُنصَحي ويُقال لكِ هذا الكلام مرة واثنين وثلاثة ونقول القصة قصة قلب لكن عند التطبيق لا تعرفي كيف تطبقي ماذا تفعلي لكي تحلي المشكلة ؟!
سألناهم في الاستبيان قولوا ما الحل قالوا نفس الكلام الأمور الظاهرة قالوا ندعي ، تكون لنا خلوة ، صحبة صالحة ، نسمع دروس ، طلب العلم ، قيام ، دعاء ، عزلة ، الكلام .. الكلام الإنشائي المحفوظ .
لذلك تعالي نبدأ سلسلة نعالج بها هذه الظاهرةظاهرة الجـفـاف الروحي
نعالج بها ظاهرة ضعف الإيمان المستشرية في مجتمعات المسلمين في هذا الزمان ، تعالي نرصد هذه المشكلة الخطيرة ونقول كيف تستطيعين التعامل اليوم مع ظاهرة ضعف إيمانك ، وقبل الدخول في خِضَم الموضوع أريد أولاً أن أضع معك قواعد البداية ومن خلالها ننطلق في تحليل هذه الظاهرة ونرى ما أسبابها ونرى كيف سنعالجها
فمعي خطوة بخطوة ونقطة بنقطة حتى يكون أول شيء أطالبك به إعتبري نفسك الآن تبدئين التزام لا أريدك الآن أن تقولي أنا لي سنين محجبة أو منتقبة أو قرأت كذا اعتبري نفسك صفر أنتِ تَوَّك داخلة إلى الطريق وتعالي نضع بعد ما نقوم بهذا المسح كأننا نقوم بعمل "Format " لقلبك ولحالك ونضع من جديد بيانات جديدة بفهم جديد بتصور صحيح لأن التصورات الفاسدة والمخطئين فيها هي التي تسبب بعد ذلك ضعف التزامنا وضعف تديننا دعونا نأخذ الطريق من ألف باء .
أول قاعدة: يجب أن يكون لديكِ يقين بها أن الإيمان يبلى
ما معنى أن الإيمان يبلي ؟
أي يأتي عليه وقت يذوب كما لو أن لديكِ فستان يأتي عليه وقت له عندك ست سنين فذاب أصبح لا يصلح يجب أن تجدديه ، الإيمان لجميع الناس الولي والتقي والفاجر والشقي الإيمان داخله يذوب فلابد من أن كل الناس بلا استثناء يجددوا إيمانهم عندما تسمعين كلام العلماء ويأتي واحد مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أنا مازلت حتى الآن أصحح إسلامي شيخ الإسلام عالم العلماء في عصره يقول أنا لازلت أجدد أنا لازلت أصحح فماذا نفعل أنا وأنتِ ؟؟!!
فأول شيء لابد أن يكون لدينا يقين بالقاعدة الأولى أن الإيمان يبلى فلابد للجميع من تجديده
ربنا سبحانه وتعالى في سورة النساء قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } النساء136
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ كيف هذا؟؟
قال أهل التفسير واسمعي وافهمي يا أيها الذين آمَنُواْ من حيث البرهان آمِنُواْ من حيث البيان يعني يا من آمنتم مصدقين بأن هناك رب وهناك رسول وأن هناك كتاب وهناك شريعة آمنتم وصدقتم يجب أن يتبع هذا التصديق عمل يتبعه تطبيق واقعي يكون دلالة على الإيمان في الواقع يا أيها الذين آمَنُواْ تصديقاً آمِنُواْ تحقيقاً بأن نجاتكم لن تكون بأعمالكم ولكن بفضل الله ورحمته يا أيها الذين آمَنُواْ في الحال آمِنُواْ باستدامة الإيمان إلى المآل استمروا على هذا جددوا إيمانكم دائماً حتى تستمروا حتى يختم لكم بهذا الإيمان إذاً ربنا يطالبنا بتجديد الإيمان
الأمر الثاني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والحديث رواه الطبراني والحاكم في المستدرك وصححه الألباني قال صلى الله عليه وسلم " إن الإيمان ليخلق _يذوب_ في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم " فالنبي صلى الله عليه وسلم يؤكد لنا على القاعدة الأولى فهذا الدليل عليها من الكتاب ومن السنة لذلك فسر العلماء قول الله تبارك وتعالى { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31
قالوا التوبة وظيفة العمر هذه التوبة التي سيكون من جرائها تجديد الإيمان كل المؤمنين لاحظوا ماذا يقول وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً يعني يا أيها الملتزم حقيقة ويا من تَوَّك أخذت الطريق ويا عاصي وبعيد الكل مطالب بالتوبة وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ فالمذنب يتوب بأن يعود إلى الطاعة والمطيع يتوب حتى لا ينظر لعمله ومن هو أعلى من ذلك منزلة لا يرى لنفسه أي شيء في العمل ويكون طول الوقت ناظر إلى من وفقه لهذا العمل الكل عليه أن يتوب
يتوب من معصية الظاهر ومن معصية الباطن وسنقول هذا المعنى ونؤكده ولكن اكتبي معي القاعدة الأولى
الإيمان يبلى فلابد للجميع من تجديده
يتبع ................................
لفضيلة الشيخ هاني حلمي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المحاضرة الاولى
جددي ايمانك
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ... ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله تعالى فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبد الله ورسوله
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
أما بعد،
فإني أسأل الله تعالى أن يجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوما وأن يجعل التفرق من بعده تفرقا معصوما وألا يجعل منا ولا بيننا ولا حولنا شقيا ولا محروما
اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ينفعنا
يا مقلب القلوب والأبصار ثَبِّت قلوبنا على دينك
يا مصرف القلوب والأبصار صَرِّف قلوبنا إلى طاعتك
أختاه أريد أن أسألك سؤالاً وأريد إجابةً بمنتهى الصدق
أحوالك الإيمانية كيف هي ؟
هل تشعرين بقلبك أم أنك تائهة أغلب حالك ؟؟
مركزة أم شاردة؟؟
مواظبة على أورادك أم يوم فوق ويوم تحت؟؟
هل حددتِ أهدافك وسرتِ في الطريق أم في كل مرة تقومين بعمل بجداول وخطط وللأسف لا تحققي ربعها ؟؟
عملت استبيان قبل الدرس ووجدت الإجابات متفاوتة هناك من قال الحمد لله الأمور جيدة ومن قالت الأمور متوسطة هناك أشياء جيدة وأشياء ليست على ما يرام,والغالبية العظمى اشتكى من الفتور , وبعض الناس قالت هذا الفتور له معي سنين,ومن قالت أنا حالتي للأسف الشديد ضائعة لأني مشغولة بأحوالي وأموري ومن قالت للأسف أنا صفر .
وأنا أقول لكِ كونك تقيمي نفسك وتحاسبي نفسك هذا في حد ذاته جزء من العلاج لكن الأهم والأخطر ما بعد المحاسبة ممكن تعرفي الداء وممكن تعرفي الدواء لكن للأسف دائماً هناك حاجز بينك وبين التطبيق يجب أن يكون لديكِ استعداد حقيقي للتغيير ليس كلام فقط.
سألنا كم تكون فترة الوقوع لديكِ ؟
ناس قالت : لا أحسبها , لا أعرف حالي أحياناً جيد وأحياناً أخرى ليس بشيء ولم أفكر في حسابها من قبل وهذه طبعاً واضح أنها حيرانة ومتملكها اليأس وتعيش هكذا ( زي ما تيجي تيجي )
· وناس قالت : لا أعرف كيف أحددها لأني قد أقوم بأعمال لكن للأسف قلبي ضائع وهذه أيضاً تائهة ولا تعرف أين الحل
· وناس قالت : أيام لأن يكون لدي تأنيب ضمير رهيب وهذه قد تكون صاحبة تفس لوامة
· وناس قالت : من أسابيع لشهور، من تقول شهر شهرين ،ومن تقول هذا كان سابقاً عندما كنا نحسبها بالشهور أنا الآن لي سنتين لا أجد قلبي
هذا الكلام يقول لنا أن هناك مشكلة أعمق من خلال كلمات الأخوات المشكلة الأعمق
التي بين السطور
من تقول أن لها سنوات ولم تفعل شيء فماذا لو قُبِضتِ على هذا الحال ماذا سيحدث ؟!
ومن تقول أنا أظل أسابيع وشهور ألا تخافين أن يزيغ قلبك وأن يبعد ولا يعود ثانية ، لماذا تركتِ نفسك كل هذا ؟!
لذلك في الاستبيان اكتشفت أن هناك كثير لا يستطيعون معرفة أصل المشكلة عندهم, لذلك تُعالج بشكل خاطئ لذلك عندما سألنا وقلنا ما أسباب ضعف إيمانك من وجهة نظرك قالوا أشياء كثيرة من قالت الكسل ، ومن قالت كثرة النوم ، ومن قالت ليس لدي صحبة صالحة ، ومن قالت ليس حولي من همته عالية حتى يأخذ بيدي وهذه كلها شماعات
لمَ لا تريدين مواجهة مشكلتك بنفسك ؟؟ لماذا دائماً الإسقاطات الخارجية ؟ لماذا هربتِ من السؤال ؟!
· من قالت أنا هدفي غير محدد نحن نمثل أننا هدفنا الحقيقي الدين والأمة والكلام الكبير والشعارات الرنانة لكن في الواقع هذا ليس هدفنا الحقيقي وهذه حتى لو رأيناها تتكلم بصراحة لكن يظهر أن هذا نوع آخر من أنواع اليأس مع النفس تقوم بما نسميه "جلد الذات" لأنها في النهاية ستقول أنا نيتي سيئة ولا أعرف كيف أُخلص فلا فائدة .
· ومن تجدوها عندما سُئِلَت ما مظاهر ضعف إيمانك وما سببه, تكلمت على أمور ظاهرية من تقول أنا هجرت القرآن ، أنا لا أصلي القيام ، أنا أضيع وقت كثير ، أنا لا أشعر بقيمة الوقت ، أنا عندي سوء خلق ، أنا أخرج كثيراً ، أنا أحتك بأخوات وهذا الاحتكاك يضعفني ، أنا لا يوجد لدي فقه الأولويات ، أنا مشغولة بزوجي بأولادي ، أنا في فترة حمل ، أنا في بداية فترة ما بعد الإنجاب هذه المشاكل ترصد الظاهرة من خارجها وللأسف لم يقل أحد تقريبًا في الاستبيان كله أن من وراء هذه الظواهر مشاكل أعمق مشاكل في قلبك لم يقل أحد أي مشكلة في القلب لم يقل أحد أن المشكلة داخلي كِبْر وتسخط وجهل شديد بالله الكل يهتم بالظاهر ما يلفت نظرها أنها لا تقرأ قرآن ، أنها لم تصلِ قيام ، أنها لم تحفظ كذا أو لم تفعل كذا وهي تفهم أن هذا محل الإشكال فلما تحاول التصحيح أحسن أحوالها أو حينما تقوم بعمل الجدول المثالي صَلَّت كذا وصامت كذا وعملت كذا وتقول أنا الآن أفضل الحمد لله.
على أنها ممكن تصلي ولا تجد خشوع ، وتصوم ولا تجد التقوى ، وتذكر بلسانها ولا تشعر بأثر الذكر في قلبها وعلى أنها وعلى أنها لكن الأمور الظاهرية تشعرنا بالراحة ، تجعل الواحد يقول هذا جيد وبعد قليل يفتقد قلبه وبعدها تضيع هذه الأمور الظاهرية ويبدأ يقول آه هناك انتكاس أصبحت حالتي صعبة , فلانة خلعت الحجاب ، فلانة خلعت النقاب ، فلانة لم تعد تفعل كذا ، فلانة أصبحت... بدأنا نهتم بالظاهر على أن كان واضح جداً أن فلانة هذه فيها آفات باطنية ظاهرة أمام أي أحد يحتك وأنتِ ممكن تُنصَحي ويُقال لكِ هذا الكلام مرة واثنين وثلاثة ونقول القصة قصة قلب لكن عند التطبيق لا تعرفي كيف تطبقي ماذا تفعلي لكي تحلي المشكلة ؟!
سألناهم في الاستبيان قولوا ما الحل قالوا نفس الكلام الأمور الظاهرة قالوا ندعي ، تكون لنا خلوة ، صحبة صالحة ، نسمع دروس ، طلب العلم ، قيام ، دعاء ، عزلة ، الكلام .. الكلام الإنشائي المحفوظ .
لذلك تعالي نبدأ سلسلة نعالج بها هذه الظاهرةظاهرة الجـفـاف الروحي
نعالج بها ظاهرة ضعف الإيمان المستشرية في مجتمعات المسلمين في هذا الزمان ، تعالي نرصد هذه المشكلة الخطيرة ونقول كيف تستطيعين التعامل اليوم مع ظاهرة ضعف إيمانك ، وقبل الدخول في خِضَم الموضوع أريد أولاً أن أضع معك قواعد البداية ومن خلالها ننطلق في تحليل هذه الظاهرة ونرى ما أسبابها ونرى كيف سنعالجها
فمعي خطوة بخطوة ونقطة بنقطة حتى يكون أول شيء أطالبك به إعتبري نفسك الآن تبدئين التزام لا أريدك الآن أن تقولي أنا لي سنين محجبة أو منتقبة أو قرأت كذا اعتبري نفسك صفر أنتِ تَوَّك داخلة إلى الطريق وتعالي نضع بعد ما نقوم بهذا المسح كأننا نقوم بعمل "Format " لقلبك ولحالك ونضع من جديد بيانات جديدة بفهم جديد بتصور صحيح لأن التصورات الفاسدة والمخطئين فيها هي التي تسبب بعد ذلك ضعف التزامنا وضعف تديننا دعونا نأخذ الطريق من ألف باء .
أول قاعدة: يجب أن يكون لديكِ يقين بها أن الإيمان يبلى
ما معنى أن الإيمان يبلي ؟
أي يأتي عليه وقت يذوب كما لو أن لديكِ فستان يأتي عليه وقت له عندك ست سنين فذاب أصبح لا يصلح يجب أن تجدديه ، الإيمان لجميع الناس الولي والتقي والفاجر والشقي الإيمان داخله يذوب فلابد من أن كل الناس بلا استثناء يجددوا إيمانهم عندما تسمعين كلام العلماء ويأتي واحد مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أنا مازلت حتى الآن أصحح إسلامي شيخ الإسلام عالم العلماء في عصره يقول أنا لازلت أجدد أنا لازلت أصحح فماذا نفعل أنا وأنتِ ؟؟!!
فأول شيء لابد أن يكون لدينا يقين بالقاعدة الأولى أن الإيمان يبلى فلابد للجميع من تجديده
ربنا سبحانه وتعالى في سورة النساء قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } النساء136
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ كيف هذا؟؟
قال أهل التفسير واسمعي وافهمي يا أيها الذين آمَنُواْ من حيث البرهان آمِنُواْ من حيث البيان يعني يا من آمنتم مصدقين بأن هناك رب وهناك رسول وأن هناك كتاب وهناك شريعة آمنتم وصدقتم يجب أن يتبع هذا التصديق عمل يتبعه تطبيق واقعي يكون دلالة على الإيمان في الواقع يا أيها الذين آمَنُواْ تصديقاً آمِنُواْ تحقيقاً بأن نجاتكم لن تكون بأعمالكم ولكن بفضل الله ورحمته يا أيها الذين آمَنُواْ في الحال آمِنُواْ باستدامة الإيمان إلى المآل استمروا على هذا جددوا إيمانكم دائماً حتى تستمروا حتى يختم لكم بهذا الإيمان إذاً ربنا يطالبنا بتجديد الإيمان
الأمر الثاني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والحديث رواه الطبراني والحاكم في المستدرك وصححه الألباني قال صلى الله عليه وسلم " إن الإيمان ليخلق _يذوب_ في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم " فالنبي صلى الله عليه وسلم يؤكد لنا على القاعدة الأولى فهذا الدليل عليها من الكتاب ومن السنة لذلك فسر العلماء قول الله تبارك وتعالى { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31
قالوا التوبة وظيفة العمر هذه التوبة التي سيكون من جرائها تجديد الإيمان كل المؤمنين لاحظوا ماذا يقول وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً يعني يا أيها الملتزم حقيقة ويا من تَوَّك أخذت الطريق ويا عاصي وبعيد الكل مطالب بالتوبة وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ فالمذنب يتوب بأن يعود إلى الطاعة والمطيع يتوب حتى لا ينظر لعمله ومن هو أعلى من ذلك منزلة لا يرى لنفسه أي شيء في العمل ويكون طول الوقت ناظر إلى من وفقه لهذا العمل الكل عليه أن يتوب
يتوب من معصية الظاهر ومن معصية الباطن وسنقول هذا المعنى ونؤكده ولكن اكتبي معي القاعدة الأولى
الإيمان يبلى فلابد للجميع من تجديده
يتبع ................................